لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل -استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

إذا تعذر ظهور المدونة الرجاء تحميل هذا المتصفح السريع

الاثنين، 16 مايو 2011

هل كلمة الحق عند سلطان ظالم تساوى كلمة الحق عند شعب يظلم نفسه بنفسه؟

أنت تعرف بالقطع ماذا قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)، والحاكم له بطانتان، بطانة السوء تلك التى تزين له شر ما يرغب، وبطانة خير التى لا تخاف فى الله لومة لائم ولا تتردد فى أن تعلن كلمة الحق، حتى وإن وضعت رقابها تحت مقصلة الإعدام.

وأسأل هنا، باسم الله ثم باسم الوطن، هل كلمة الحق عند شعب غاضب يتحرك بعض أبنائه فى جموح هادر فيتبادلون العنف بالعنف، والدم بالدم، ويتقاسمون كعكة لم تنضج بعد، ولا ينظرون إلى حسابات الحاضر والمستقبل، ولا يعترف حفنة منهم بالقانون، ولا يرون سبيلا لأحلامهم السياسية ومطالبهم الفئوية أو انتماءاتهم الدينية إلا بالخروج إلى الشارع، ورفع المصاحف على أسنة الرماح، أو رفع الأناجيل على أطراف الصلبان الخشبية، هل تتساوى كلمة الحق هنا فى منطقها الجهادى مع كلمة الحق عند سلطان جائر؟

إذا وافق علماء الإسلام على فتوى تساوى بين كلمة الحق عند سلطان ظالم، وكلمة الحق عند شعب يظلم نفسه بنفسه، فإننى أود أن أقرأ عليك بعض كلمات الحق التى ينبغى علينا أن نرددها اليوم فى كل موقع، وأن نواجه بها إخواننا فى كل مكان، قبل أن تموت مصر دون أن تقرأ الشهادتين، وقبل أن ندفن مستقبلا ولا نقرأ الفاتحة على أرواحنا جميعا..


أقول لك.. كلمات أظنها حقا.. وأرجو منك أن تراها كذلك..

لا يمكن لمصر أن تلعب دورا إقليميا على الصعيدين العربى والإفريقى وهى لا تزال تتسول القروض الخارجية لتعويض خسائر الموازنة العامة.

حكومة الدكتور عصام شرف تنفق من الاحتياطى النقدى الدولى لمصر وإذا استمرت الحال على هذا النحو فلن يعلو صوت الثورة والحرية أبدا، لأن صوت الجياع وحده سيعلو فوق أصوات الجميع.

حكومة الدكتور عصام شرف عامرة بالخبرات الوظيفية، لكنها حكومة تنقصها السياسة وتعانى من فقدان شجاعة المواجهة، نحن فى حاجة إلى رجال سياسة يفهمون فى فنون الكلمة، لا إلى رجال إدارة لا يعطون للكلمات معانيها، لا إلى رجال إدارة لا يفهمون إلا فى اتباع الروتين.

بعض وزراء حكومة شرف يخدعون الناس بكلام أكبر من طاقاتهم، كالحديث عن الاكتفاء الذاتى من القمح، أو عن دخول مصر نادى الدول العظمى خلال بضع سنين، الكلام هنا يمكن أن يفجر إحباطا إن لم يكن مستندا إلى دراسات علمية وتخطيط حكيم.

لاحظ أن المزيد من الاتهامات للجيش والاشتباك مع ضباط القوات المسلحة فى الشارع يعنى أننا نطلق الرصاص على حائط الصد الوحيد للثورة، وحائط الصد الوحيد ضد انهيار مصر بالكامل.

الديمقراطية لا تعنى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه من الشارع، بل تعنى أن يفوض الشعب فريقاً لإدارة البلاد ثم يكون للشعب الحق فى أن يحاسب هذا الفريق كلما حل موعد الانتخابات، أما أن يتصور البعض أن الديمقراطية تسمح لهم بأن ينتزعوا حقوقهم بأيديهم فهذا يعنى أن الصومال هى أعظم البلاد الديمقراطية فى العالم، لأن كل جماعة مسلحة تحصل على ما تريده بالرصاص.

لا يمكن أن نناضل من أجل المصالحة الفلسطينية قبل أن نناضل من أجل المصالحة بين الشرطة والناس وعودة الأمن إلى الشوارع.


لا يمكن أن نحرر فلسطين من الاستعمار الإسرائيلى بمسيرات الزحف إلى الحدود، قبل أن نحرر مصر من طغيان البلطجة والعنف بلا حدود.

لا يمكن أن نحقق الحرية لمصر قبل أن نحترم القانون أولا، ولا يوجد أى احترام للقانون إن كانت الاعتصامات أمام ماسبيرو، أو أمام مجلس الوزراء تعطل المرور فى الشارع، تعطيل المرور عمل ضد القانون، وضد الحرية.

استمرار اعتصام الأقباط ومظاهراتهم فى الشارع خطأ، والمثقفون الأقباط الذين يؤيدون هذه المظاهرات لا يحترمون القانون، ولا يقدرون العواقب الهائلة لانفجار حالة العصيان المدنى على أسس دينية.

أفهم حالة الخوف التى تجتاح الأقباط وكثيرا من المثقفين المدنيين من التيار السلفى، لكن لا أفهم أن يطالب هؤلاء بإقصاء السلفيين خارج المشهد نهائيا، هذا النهج يمثل تطرفا يؤثر على مستقبل مصر، الحل هو بناء جسور للحوار حول مستقبل وطن واحد، فكيف يؤمن بعض المثقفين بالحوار مع إسرائيل ولا يؤمنون بالحوار مع السلفيين.

السلفيون أيضا فى حاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات، فمصر أهم كثيرا من كاميليا وعبير، والإسلام أضاء العالم على القاعدة القرآنية العظيمة ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)

استمرار الاعتماد على وزارة الداخلية ورجال الشرطة فى الأزمات السياسية يعنى أننا نطبق نفس السياسة التى اتبعها نظام مبارك وحكومات الحزب الوطنى، أى أن تصلح الشرطة ما تفسده السياسة، فتنهار الشرطة وتنهار السياسة.

فرق كبير أن تعمل من أجل الثورة أملا فى أن تتقدم مصر، وأن تنافق الثورة بلا هدى أو بصيرة، أملا فى أن تتقدم أنت أمام كاميرات التليفزيون، أو أن تطرح نفسك فى سباق انتخابات البرلمان أو الرئاسة.

قلت لك قبل الثورة، إن الأمن لا يمكن أن يكون بديلا عن الحرية، والآن أقول لك إن الحرية وحدها لا يمكن أن تكون بديلا عن الأمن، الحل هو الأمن والحرية معا.

خالد صلاح

ليست هناك تعليقات: