«وربما كانت أمم الغرب غير محكومة بما أنزل الله، فهى على كلٍ محكومة بما أرادت، أما الشرق الإسلامى من عصور خلت، فالأمر فيه على النقيض، فلا هو يُحكم بما أنزل الله ولا يُحكم بما أراد لنفسه، وإنما تستبد بشؤونه عصابات من المرتزقة احترفت أكل الناس، كما يحترف الفلاحون حراثة الأرض ورعاية السائمة» الشيخ محمد الغزالى فى كتابه العظيم (الإسلام والاستبداد السياسى).
ـ «إن الأمة التى ضُرِبت عليها الذلة والمسكنة وتوالت على ذلك القرون والبطون تصير كالبهائم أو دون البهائم، لا تسأل قط عن الحرية ولا تلتمس العدالة، ولا تعرف للاستقلال قيمة ولا للنظام مزية، ولا ترى لها فى الحياة وظيفة غير التابعية للغالب عليها، أحسن أو أساء على حد سواء، وقد تنقم على المستبد نادرا، ولكن طلبا للانتقام من شخصه، لا طلبا للخلاص من الاستبداد فلا تستفيد شيئا، إنما تستبدل مرضا بمرض كمغص بصداع» الشيخ الثائر عبدالرحمن الكواكبى فى كتابه الخالد (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد).
ـ «لم يفهم الحكام من معنى الحكم إلا تسخير الأبدان لأهوائهم، وإذلال النفوس لخشونة سلطانهم، وابتزاز الأموال لإنفاقها فى إرضاء شهواتهم، لا يرعون فى ذلك عدلاً، ولا يستشيرون كتابا، ولا يتبعون سُنّة، حتى أفسدوا أخلاق الكافة بما حملوها على النفاق والكذب والغش والاقتداء بهم فى الظلم وما يتبع ذلك من الخصال التى ما فشت فى أمة إلا حل بها العذاب» (الإمام المصلح محمد عبده فى كتابه العظيم (الإسلام بين العلم والمدنية).
ـ «يعيش الإنسان فى ظل العدالة والحرية نشيطا على العمل بياض نهاره، وعلى الفكر سواد ليله، إن طَعِم تلذّذ، وإن تلهّى تَرَوّح وتَرَيّض، أما أسير الاستبداد فيعيش خاملا خامدا، ضائع القصد، حائرا لا يدرى كيف يميت ساعاته وأوقاته، ويَدرُج أيامه وأعوامه كأنه حريص على بلوغ أجله ليستتر تحت التراب» مقطع آخر للشيخ الكواكبى من (طبائع الاستبداد).
ـ «وا أسفاه، لم يبق للمسلمين من هذا الدين إلا الثقة فيه، أما الدين نفسه فقد انقلب فى عقل المسلم وضعه، وتَغيّر فى مداركه طبعه، وتبدلت فى فهمه حقيقته، وانطمست فى نظره طريقته، وحَقّ فيه قول على كرم الله وجهه: إن هؤلاء القوم قد لبسوا الدين كما يُلبَس الفرو مقلوبا» مقطع آخر للإمام محمد عبده من (الإسلام بين العلم والمدنية).
ـ «لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد، المختصة بما بين الإنسان وربه، لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تزيل غشاوة، وإنما يتلهّى بها المتهوسون للعلم، حتى إذا ضاع فيها عمرهم، وامتلأت بها أدمغتهم، وأخذ منهم الغرور ما أخذ، فصاروا لا يرون علما غير علمهم، فحينئذ يأمن المستبد منهم كما يؤمن شر السكران إذا خَمِر، على أنه إذا نبغ منهم البعض ونالوا حُرمةً بين العوام لا يعدم المستبد وسيلة لاستخدامهم فى تأييد أمره ومجاراة هواه فى مقابلة أنه يضحك عليهم بشىء من التعظيم ويسد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الاستبداد» (مقطع آخر للكواكبى العظيم).
ـ «وبما أن الخوف هو مبدأ الحكومة المستبدة فإن السكون هو هدفها، وليس هذا سِلما أبدا، بل إنه صمت المدن التى يوشك العدو أن يستولى عليها.. وللدين فى هذه الدول من التأثير ما ليس فى سواها، فهو فزع مضاف إلى فزع» (مونتسكيو من كتابه روح القوانين).
ـ «إن مرضانا يموتون بعاهاتهم تحت أنظار العامة الخاصة، ولا يجدون فؤادا يَرِقّ ولا يداً تُعطى، إن تقطع الأواصر فى مجتمعاتنا يعود إلى ما يسكن قلوب الحاكمين من تأله وغطرسة، وإلى حسبان الوظيفة مظهر وجاهة لا وسيلة خدمة عامة، وسر هذا الفساد أن الدين عنوان لا موضوع له فى بلاد لا تقوم على الأخوة بل على سيادة قلة وذلة أتباع، وعلى تنافس بين السادة لاستدامة هذا الوضع بحوك الدسائس وسفك الدماء» (مقطع آخر للغزالى العظيم).
ـ «عَلِّم فى المتبلِّم يصبح ناسى» (مثل شعبى بألف مما تعدون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق